23. مرض النقرس

Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter

23. مرض النقرس

ما هو مرض التهاب النقرس؟

عرف داء النّقرس منذ العصور القديمة, وصفه هيبوكراتيز الطبيب اليونانيّ القديم منذ ألفين وخمسمائة سنة , و أُشِيرَ سابقًا إلية بأنة داء الملوك .

داء النّقرس نوع من أنواع الأمراض الرّوماتيزمية الذي ينشأ بسبب ترسب نوع من الأملاح في الجسم تسمى أملاح حمض البول , حمض البول هذا يعتبر من الفضلات التي تحدث في الجسم والتي تقوم الكلية على التخلص منة و إخراجها مع البول .

عند حدوث خلل في الجسم بحيث لا يستطيع الجسم إخراج حمض البول بشكل كافي أو أن الجسم ينتج هذه المادة بشكل كبير فينتج عن ذلك ترسب هذا الحمض على شكل كريستالات في أجزاء عديدة من الجسم ومن بينها المفاصل مما يسبب حدوث المرض .

يؤثّر مرض النّقرس إلى حدّ كبير على مفصل إصبع القدم الكبير و أيضًا يمكن أن يؤثّر على مفاصل أخرى مثل الكاحل, الرّكبة, القدم, اليد, المعصم والمرفق , وقد تترسب هذه الكريستالات أيضا في أماكن متفرقة في الجسم على سبيل المثال الكلية فتسبب تكون حصوات في المسالك البولية .

 

 

كم نسبة انتشار مرض النقرس ؟

يؤثّر داء النّقرس تقريبا على ( 10- 20 في الألف ) في الرجال وفى النساء ( 1 – 6 في الألف ) .

ينتشر المرض بأربعة أضعاف في الرّجال منة لدى النساء, و ينتشر المرض بشكل أكثر في البلاد التي تتمتع بمستوى عالي من المعيشة.

يصيب المرض الرّجال الذين أعمارهم عادتا بين الثلاثين والخمسين سنة, ويصيب النّساء بعد سن الستين سنة ويكون من النادر حدوث المرض في الرجال دون الثلاثين والنساء دون الخمسين سنة.

 

 

ما هي أعراض مرض النقرس ؟

من أهم أعراض المرض هو ألألم الشديد الذي يكون في مفصل واحد مثل مفصل إصبع القدم الكبير أو مشط القدم أو الركبة, وتبدءا الأعراض عادتا بشكل سريع و مفاجئ, تسمى في هذه الحالة نوبة حادة .
كثيرًا من النّاس يشتكون من هذه الأعراض أثناء المساء حيث يستيقظ المريض من نومه على الم شديد وتورم واحمرار في المفصل المصاب بعد ذهابه إلى السرير وهو في صّحّة جيّدة .

ويكون الألم شديد جدًا لدرجة أن المريض لا يستطيع لمس الأصبع مما يجعل حتى لبس الحذاء عمل يستحيل عملة .

تصاب مفاصل الأطراف السّفليّة من الجسم عادةً بالمرض أكثر من مفاصل ألأطراف العلويّة, و أغلب نوبات المرض الأولى الحادة تخفّ خلال مدة من ثلاثة إلى عشرة أيّام.

أكثر من نصف المرضى قد تحدث لديهم عودة لنوبات أخرى للمرض خلال سنة من حدوث النوبة الأولى , و مع مرور الوقت قد تصبح النوبات أكثر تكرّرًا, وقد تصيب أكثر من مفصل , و عند بعض المرضى النوبات الحادة قد تستمر لفترات أطول, و المرض تسمى في هذه الحالة مرض مزمنًا .

إن ترسب كريستالات حمض البول داخل المفصل قد يؤدّي إلى التّغييرات المدمّرة في المفصل وأيضا قد تترسب على الأنسجة الأخرى مثل الجلد أو حول الحوافّ الخارجيّة للأذن أو الأعضاء الداخلية مثل الكلية وتسّبب حدوث تكون الحصوات في الكلية والمسالك البولية .

 

 

ما هي أسباب مرض النقرس؟

توجد عدة عوامل يمكن أن تسبّب في حدوث نوبات مرض داء النّقرس.

عامل الوراثة قد يكون له دور في أسباب المرض حيث وجد أن المرض قد يصيب أكثر من شخص في العائلة الواحدة.

في هذه الأيّام مرض النّقرس يحدث غالبًا في تلك البلاد التي تتمتع بمستوى عالي من المعيشة , على سبيل المثال كان المرض نادرا جدا في الصّين والفلبّين ولكنة وجد أنة عندما ينتقل النّاس والمواليد من هذه البلاد إلى مناطق تتمتع بمستوى معيشة أعلى وجد أن نسبة الإصابة بداء النقرس أيضًا قد مال إلى الزّيادة , لذلك يقترح أن العوامل البيئيّة تلعب دورًا مهم في حدوث المرض .

استخدام بعض الأدوية ( مثل مدرّات البول ) التي كثيرًا ما تستخدم في معالجة حالات ضغط الدّم المرتفع حيث تمنع هذه العلاجات إخراج حمض البول من الجسم بشكل كافي مما تجعل الحمض يتجمع في الجسم و يمكن أن تسبّب في نوبةً نقرس.

كما وجد أيضًا أن علاج الأسبرين بجرعة صغيرة قد يسبب في حدوث نوبات المرض.

هناك بعض الأمراض النادرة التي من الممكن أن تسبب حدوث المرض مثل أمراض الدم , مثل سرطان الدم ( اللوكيميا ) , أو مرض التورم في الغدد اليمفاويية (مرض الليمفوما ) , يقوم الجسم بهذه الأمراض بإنتاج كمية كبيرة من حمض البول التي لا يستطيع الجسم التعامل معها وإخراجها بشكل كافي مما تترسب في الجسم وتحدث نوبات المرض .

أكل أطعمة معيّنة بكميات كبيرة مثل المأكولات البحريّة والكبد واللحوم قد تساهم بحدوث نوبات للمرض.
يمكن للأشخاص الذين يشربون الكحول أن يصابوا بنوبات من داء النقرس.

 

 

 

كيف يتم تشخيص مرض النقرس؟

لوصول إلى التّشخيص الصّحيح مبكّرًا مهم لأنّ علاج المرض مبكرا يمنع أو يؤخر من تلف المفاصل .

يشخّص الطبيب المرض على أساس الأعراض التي يشتكي منها المريض ( التاريخ المرضي ) والفحص ألسريري وقد يحتاج الطبيب إلى بعض فحوصات المختبر والأشعة للعظام والمفاصل التي تساعد في تأكيد التّشخيص و لتّحديد مستوى ضّرر المرض على الجسم ومدى نشاط المرض, ولتميزية عن باقي الأمراض الروماتزمية التي قد تشابهه بالأعراض .

تتضمّن هذه اختبارات مخبريه لقياس كمّيّة حمض البول في الجسم قد تتضمّن هذه الاختبارات تحليل بول, أو تحاليل الدم لمعرفة مستوي الحمض البول في الدم , أو قد يحتاج طبيبك إلى اخذ عيّنةً من سائل المفصل ( هذا السّائل يُفْحَص تحت المجهر للبحث عن كريستالات حمض البول ) وأيضا لكي يتأكد الطبيب من خلو المفصل من الالتهابات البكتيرية .

ارتفاع مستوى حمض البول في الدّم بدون وجود أعراض للمرض لا يعني أنّ لدى الإنسان مرض النقرس, حيث وجد أن واحد من كل خمسة أشخاص من الذين وجد عندهم ارتفاع بمستوى حمض البول في الدّم سوف يعاني من المرض في المستقبل .

 

 

 

ما هو علاج مرض النقرس؟

الهدف من العلاج هو ا نزا ل مستوى حمض البول إلى مستواه الطبيعي في الدم ومنع حدوث المضاعفات للمرض وجعله تحت السّيطرة و التقليل من عدد النوبات الحادّة, و منع حدوث الضّرر على المفاصل و تكوين حصى في المسالك البولية.

إذا تركت النوبة الحادة من َغير تدخل علاجي, ستنتهي عادةً من نفسها بعد سبعة إلى عشرة أيام.

العلاج الدوائي :

أ. مضادات ألألتهابان ( نسيدز) NSAIDs

هذا مجموعة من العلاجات والتي تساعد في تقليل الألم والتورم و التصلّب , تقلل هذه ألأدوية الألم و تخفّف الالتهاب , توجد أنواع متعددة من هذه العلاجات مع ملاحظه أن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر , فعدم استجابتك لنوع واحد من هذه العلاجات لا يعني بالضرورة عدم الأستجابه للنوع الآخر وأخذ كثير من هذه ألأدوية قد يزيد من احتمال حدوث الآثار الجانبيّة, خصوصًا على المعدة مثل القرحة و النّزيف لذلك يفضل في بعض الحالات اخذ دواء لحماية المعدة مع هذه العلاجات فلا تتردد باستشارة طبيبك بهذا ألخصوص ( راجع قسم الأدوية لمعرفة المزيد )

ب. علاج كولتشيسين

هو اسم دواء أحيانًا يستخدم في معالجة مرض النّقرس . كولتشيسين من الأدوية التي قد اُسْتُخْدِمتَ منذ أكثر من ألف وثمانمائة سنة لمعالجة النّقرس , يعتبر من العلاجات المؤثّرة و لكن لا يُسْتَخْدَم كثيرًا في الوقت الحالي مثل العلاجات الأخرى كمضادات الالتهابات ( نسيدز ) لأنه يميل إلى حدوث كثير من الآثار الجانبيّة مثل التقيؤ والإسهال .

المرضى الذين تتكرر عندهم النوبات المرضية, عادةً يحتاجون للعلاج المستمرّ تسمى هذه الحالة النقرس المزمن.

ج. اللوبيرينول :

هو علاج للمرضى الذين يفرطون في إنتاج حمض البول .

( راجع قسم العلاجات لمعرفة المزيد )

( لا تستخدم أي علاج بدون استشارة طبية )

العلاج غير الدوائي :

الغذاء: قد تسبّب بعض الأطعمة والمشروبات أن ينتج الجسم حمض البول بشكل كبير. لإبقاء مستوى حمض البول على المستوى الطبيعي لابد للمريض من أن يقلّل من أكل بعض ألأطعمة والمشروبات , مثل القهوة, الكاكاو, المأكولات البحريّة, البسلّة و السّبانخ , أيضًا ينبغي الإقلال من البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء , الكبد , الكلية, و القلب . الكحول ( البيرة, الخمر, إلخ ) .

المحافظة على الوزن المناسب يساعد في التقليل من مستوى حمض البول في الدم لذالك الحرص على خفض الوزن الزائد يساعد كثيرا في التحكم بالمرض.

يساعد استعمال الثلج على تقليل الألم و الورم في المفصل المصاب, على سبيل المثال, ضع ثلج على المنطقة المؤلمة وخاصة أثناء النوبات الحادة.

يساعد استعمال الكمادات الباردة على تقليل الألم و الورم في المفصل . تساعد الكمادات الباردة في تخدير المنطقة بتقليص الأوعية الدّمويّة و سدّ نبضات العصب في المفصل و تخفّض الالتهاب لذلك هي طريقة يمكن أن تستخدم عندما تكون المفاصل ملتهبة ويشعر المريض بألم في المنطقة المصابة .

التّمارين الرياضية:

بعد التحكم بنوبة النقرس الحادة وجعل المرض تحت السّيطرة, يستطيع المريض عمل التمارين الرياضية التي تساعد في تقوّية المفاصل والعضلات وأيضًا تساعد المريض على المحافظة على الوزن المثالي .

تقوّي تمارين التّحمّل قلبك, تعطيك الطّاقة و تحكم من وزنك . تتضمّن هذه التّمارين المشي , السّباحة و ركوب الدّرّاجات. أنواع من التمارين الرياضية : تمارين مدى الحركة التي تقلل من التّصلّب و تساعد على أن تبقي المفاصل تتحرّك و تحافظ أو تزيد من قوّة العضلات مثل تمارين مدى ا لحركة للكتف ( راجع قسم التمارين والعلاج الطبيعي ) .

دائمًا استشر طبيبك قبل بدء برنامج التمارين الرياضية .

نقاط مهمة في حياتنا اليومية :

اختر وقتًا مناسبا لك يوميا لعمل التمارين لكي تضمن الاستمرارية في التمارين. هناك بعض الملاحظات البسيطة التي يجب عليك أن تنتبه إليها :

بعد عمل أعمال كثيرة أو عمل نفس المهمّة مرارًا وتكرار يجب عليك الًتّوقّف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل.

خد الحذر عند حملك للأشياء الثقيلة وحاول أن تكون بالطريقة السليمة ( انظر طريقة الحمل الصحيح ).

حاول أ ن تكون مدركًا من كيفية جلوسك وأن تحافظ على أن يكون ظهرك بشكل مستقيم عند الجلوس.( انظر طريقة الجلوس الصحيح )

تجنب البقاء على نفس الوضع لفترات طويلة , و حاول أن تتجنب الوضع الغير مريح والأوضاع التي قد تؤثر على المفاصل والأربطة .

استخدم المراتب الطبية أثناء النوم التي تحافظ على العمود الفقريّ بان يكون بشكل مريح وبوضع صحي حيث أن الإنسان يقضى ثلث يومه تقريبا على السّرير. ( انظر طريقة النوم الصحيح )

حاول أن تكون منتبها لوضع قامتك أثناء اليوم وان تركّز انتباهك إلى كيفية وقوفك وجلوسك وان تسأل نفسك بشكل دائم هل أنت تجلس أو تقف بوضع سليم ؟